مَصِيرُ الكَونِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
مضى عامانِ و الأعوامُ تجرِي … تِبَاعًا في مَسَارِ الانقِضَاءِ
فَما مِنْ حَائِلٍ عَن ذَا، فهذا … مصيرُ الكونِ دونَ الانتِهَاءِ
إذا حَكّمتَ روحَ العقلِ فَهْمًا … و حاولتَ التّخَلِّي عَنْ هُرَاءِ
قُيُودٌ واكبَت بَحثًا، فقالَتْ: … مصيرُ الكونِ يَمضِي لِلنِّهَائِي
أساطيرٌ و لاهوتٌ و فِقهٌ … خِلافٌ لِانفِجَارٍ في فَضَاءِ
لهذا يغلُبُ القولَ اعتِقادٌ … بأنّ الكونَ فِعلًا لانِهَائِي
مَجَرَّاتٌ و شكلُ الكونِ هذا … و بُنيَانٌ سَيَبْقَى في بَقَاءِ
دَوَاعِي طاقةٍ منها ثَبَاتٌ … بما في الأرضِ أو جوفِ السّمَاءِ
بِلا تأثيرِ تَقلِيصٍ و مَدٍّ … و هذا كلُّهُ ضِمنَ احتِوَاءِ
متى سَلَّمْنا أمرَ الحكمِ دِينًا … فَلَنْ يَبْقَى كَثيرٌ مِنْ عَزَاءِ
لأنّ العقلَ يَبقَى في خُضُوعٍ … و ما مِنْ أمرِهِ مَبنَى رَجَاءِ
غَرِقنَا في رؤى المَرئِيِّ مِنهُ … و غابَ البعضُ عَنْ مَرأىً لِرَائِي
بِمَا بينَ الزّمانِ و ما مكانٌ … أشيءٌ خارِجٌ عن ذا الجِدَاءِ؟
هِيَ الأجسامُ أنواعٌ تَرَامَتْ … بِفِزْيائِيَّةٍ في ما وَرَاءِ
يَظَلُّ العقلُ يجري نَحْوَ بَحثٍ … و لا نَدرِي بِمَردُودِ العَطَاءِ
صِرَاعٌ قائِمٌ مُذ كانَ كَونٌ … سَيَبْقَى قَائِمًا دُونَ انتِهَاءِ.