صراعُ الرُّوحِ والجسد✳️✳️✳️حكمت نايف خولي

صراعُ الرُّوحِ والجسد
في النَّفسِ ذئبٌ كامنٌ متوثِّبُ …
كالجمرِ يُخفيهِ الرَّمادُ ويحجبُ
هو هاجعٌ متحفِّزٌ حتى إذا …
لاحتْ بوارقُ غفلةٍ يتأهَّبُ
ينقضُّ مُلتهماً ،كنارٍ أُضرِمتْ …
قيَمَ الفضيلةِ لا يعفُّ ويرهبُ
ويُمزِّقُ الأغلالَ يحطمُ هائِجاً …
أسوارَ مملكةٍ عليها غاضِبُ
فيُبيحُ كلَّ محرَّمٍ ومُقدَّسٍ …
هو للشَّرائِعِ والموانِعِ قاضِبُ
ويهبُّ كالإعصارِ في زوغانِهِ …
لِبُنى الحضارةِ هادمٌ ومُخرِّبُ
نسلُ البهيمةِ لا تصونُهُ حشمةٌ …
لا يرعوي أدباً ولا يتهذَّبُ
العقلُ فيهِ خامدٌ ومخدَّرٌ …
وغرائزُ الحيوانِ سوطٌ لاهبُ
ابنُ الظَّلامِ مخاتلٌ متلوِّنٌ …
شبِقٌ عفيفٌ داعرٌ مترهِّبُ
والرُّوحُ تأنفُ من سوادِ فِعالِه …
وهي الأسيرةُ في اللَّظى تتعذَّبُ
هي من سنا الأنوارِ صيغَ قوامُها …
وإلى الطَّهارةِ والقداسةِ تأربُ
وخِصالُها حبٌّ وفيضُ مراحمٍ …
عفوٌ ومغفرةٌ حنانٌ ذائِبُ
بِرٌّ وصفوُ سريرةٍ ووداعةٌ …
زهدٌ بعيشٍ كالسَّحابةِ يغرُبُ
توقٌ وشوقٌ للكمالِ يشدُّها …
وعلى هِدايةِ ربِّها تتأدَّبُ
تهفو ويدفعُها الحنينُ إلى العلى …
فإلى التَّسامي والتَّرقِّي تدأبُ
وجذورُها في تربةِ القيمِ البهـــيَّةِ
من ندى أشذائها تتطيَّبُ
هي في صراعٍ لا يحولُ مع الثَّرى …
قدرٌ عليها نافذٌ متوجِّبُ
ترنو وترقبُ لا تماليءُ زلَّةً …
ألمُ الصُّعودِ مطهِّرٌ ومهذِّبُ
وعزاؤها أملٌ بعودٍ مشرقٍ …
عودُ المهاجرِ للدِّيارِ محبَّبُ
حيثُ السَّعادةُ نشوةٌ قدُسيَّةٌ …
ولِقاءُ وجهِ اللهِ فيها المأربُ
حكمت نايف خولي

نُشر بواسطة Moltka thfaf arafden

Moltaka alrafden

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ