قرأت لكالحلقة الخامسة عشربقلم : محمد فتحي شعبان

قرأت لك
الحلقة الخامسة عشر
بقلم : محمد فتحي شعبان
أما بعد ..
إلي الله المشتكي والله المستعان علي ما تصفون ، مع حلقة جديدة وقرأت لك ، هذه المرة قرأت لك في كتاب ( تحب تكره امريكا ) للكاتب الساخر يوسف معاطي وهي من مقال بعنوان ( طلعة امريكاني ) ، الكتاب ينتمي للأدب الساخر ، إذ يسخر الكاتب مما يمر به من أحداث ولكنها سخرية مريرة ، ضحك ولكنه ضحك كالبكا .
يقول الأستاذ يوسف معاطي :
إن تقليد النموذج الامريكي يتخطي مجرد موسيقي البوب وارتداء الكاسكيتة بالمقلوب وارتداء السويتر الضخم والجينز الجريان واكل الهمبرجر في الشارع بل نحن نقلد الأمريكان حتي في طلعة السيارة والتقاليد هو أصدق صور الثناء والاطراء…..تحب تكره امريكا….يوسف معاطي
الفقرة صغيرة جدا ….فقرة عابرة في الكتاب ..
ما هو الادب الساخر ؟
الأدب الساخر لا يعني الضحك من أجل الضحك ، فهذا يسمي ( تهريجا ) ، بينما الأدب الساخر هو ( كوميديا ) سوداء تعكس أوجاع المواطن السياسية والاجتماعية ، ويقدمها بقالب ساخر يرسم البسمة علي الوجه ، ويضع خنجرا في القلب ، ويشتمل هذا الأدب علي كافة أنواع الإبداع الأدبي الذي يطرح موضوعاته بسخرية .
يوسف معاطي
كاتب وأديب مصري مواليد 1963 ، خريج كلية الألسن وبعدها قسم الإخراج بمعهد السينما ، له العديد من المؤلفات مثل آه يا دماغي …أسأل مجرب …غير يا بني …تحب تكره امريكا …صايع بالوراثة …ضاع العمر يا وطني
وله ايضا فيلم طباخ الريس …ومسلسل يتربي في عزو .
هذه نبذة مختصرة عن الأدب الساخر وعن الكاتب يوسف معاطي …
الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها اغتنمها ، لذا إن كنت تقرأ فكن قارئا لكل ما تقع عليه يدك من كتب ، لا تتقيد بمجال معين أو محدد ، لكن إذا كتبت فانتقى ما تكتب واختر كلماتك ومواضيعك .
أعود إلي الفقرة مرة أخري …التقليد صفة المنهزم فكريا وثقافيا ، هو ضياع للهوية لأنك تذوب فيمن تقلده ، موضوع الهوية تحدثت فيه أكثر من مرة ولن أمل الحديث فيه لأهميته ، إذ أن أمة بلا هوية لا قيمة لها ولا وزن ، وهذا ما ذكره ابن خلدون في مقدمته المغلوب يقلد غالبه ، وهذا هو أخطر ما في الأمر أن تقلد من غلب عليك لأن معناه فقدان هويتك .
والهوية هي السمات المميزة للشخص أو للأمة أو لمجموعة من المجموعات عن غيرها ، و هويتنا مستمدة من حضارتنا ( ذاكرتنا الحضارية ) فنحن كأمة لنا سمات ومميزات تميزنا عن غيرنا ، الحضارة الإسلامية هي الحضارة التي ننتمي إليها …اقراها مرة أخري الحضارة الإسلامية نعم الحضارة الإسلامية …قمت بإعادة الكلمة ثلاث مرات ، الحضارات الأخري …الفرعونية …البابلية …الهندية….ألخ حضارات لبلاد معينة أو مجموعات عرقية معينة اما حضارتنا التي ننتمي إليها فهي حضارة إسلامية ( للمرة الرابعة ) حضارة ارتبطت بدين وليس بجنس معين وهذا الدين الذي ارتبطت به هو وحي من السماء ، وحي من الله دين إلهي ، فهي حضارة قامت علي الارض لكن استمدت أسباب قوتها من السماء …لذا كان السبب الرئيس في فقدان قوتنا هو تركنا لذلك الرابط الذي يربطنا بالسماء وهو الوحي ( كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين ..) …
أصبحنا نقلد من غلبنا ، وهذا اعتراف له بالأفضلية ، إذا أن الإنسان لا يقلد إلا من يراه افضل حالا منه ، وهذا ما حدث رأينا تغلبهم الصناعي وأبحاثهم العلمية ، فكانت الصدمة فلم نقلد بحثهم وصناعتهم ، ولكن قلدنا أزيائهم وقصات شعرهم
واخذنا كل خلق دني ، و حاربنا الدين و قطعنا الحبل الذي يربطنا بالسماء ….
الحضارة الإسلامية ليست كأي حضارة أخري ، لأنها حضارة قامت علي دين ، وهذا الدين وحي من السماء ، فهي حضارة قامت علي الارض ، ولكن استمدت قوتها من السماء …

نُشر بواسطة Moltka thfaf arafden

Moltaka alrafden

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ