سَيْرُ الهَوَى
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
يَحتارُ قلبي بأيٍّ من مشاعِرِهِ … يَسعى إليها، لأنّ الشِّعرَ مُنطَلِقُ
كم مِنْ تَمَنٍّ أضَعْنا منهُ بُوصِلَةً … تاهتْ شُجُونٌ، فَصَارَ الهمُّ يَحتَرِقُ
النّفسُ تَطمَعُ في وصلٍ، يكونُ بِهِ … حظٌّ وفيرٌ، يزولُ الخوفُ و الأرَقُ
يا ليلُ هل لي بنجمٍ يَستضيءُ بِهِ … دربُ الهوى، أم تَوارى النَّجمُ و الغسَقُ؟
كم مِنْ أمانٍ عَقدناها على أمَلٍ … ما جاءَ يومًا، فَمَرَّ الوقتُ يَختَنِقُ
الرُّوحُ تَسعى لِعَيشٍ في مَدارتِهِ … طيفُ السّعادةِ، لا دمعٌ و لا قَلَقُ
في كلِّ لحظةِ حبٍّ، قد نسَجتُ رؤىً … فيها يُحلِّقُ حُلْمي، حينَ يَنطَلِقُ
عَيناكِ، إنْ لاحَ منها بَرقُ مُبتسَمٍ … تَحلو زُهورُ الرّؤى، بالوجدٍ تَلتَحِقُ
يا قلبُ، صبرًا إذا ما الشّوقُ عاندَنا … فالحبُّ أجملُ ما يأتي بهِ الألَقُ
نرجو لقاءً بهِ الأرواحُ مُرهَفةٌ … والحلمُ يَمنَحُ إشراقاً و يَتَّفِقُ
سَيرُ الهوى في دروبِ النورِ مُؤتَمَنٌ … و المُبتَغى منهُ بالإصرارِ يَأتَلِقُ
إني أرى في وصالِ الحُبِّ مُعجِزَةً … تزهو بها الرُّوحُ و الأفراحُ تَنعَتِقُ
المانيا في ٨ حزيران ٢٤